wrapper

الأربعاء 15 ماي 2024

مختصرات :

*مقدير إبراهيم ـ تبسة ـ  الجزائر

 

ظلت تتململ في مضجعها وتتقلب قلقة مضطربة... لم يغمض لها جفن طيلة الثلث الأول من الليل ...وقد غط بعلها في نوم عميق أسال لُعابَ فِيه ، فقد أجهده تنقله اليومي في عمله المضني .... سمعت طرقا خفيفا على باب المنزل الخارجي فأماطت البطانية من على جسدها برفق شديد .. وتوجست حيطة وحذرا ...مخافة أن يتفطن القرين لحركاتها...سارت في الرواق حافية وهي تعلم يقينا أنه كان بالخارج في تلك الليلة الباردة وذاك الوقت المتأخر .. 

 

همت بفتح الباب دون أن تشعل الأضواء وهي تسمع همسه

_ افتحي أمي أنا فلان .

فتحت الأم باب المنزل ناظرة إليه في لوم وعتاب ثم ألجمت فمه بكفها وأمسكته بقوة من مرفقه لتدفعه داخل غرفته حيث شقيقه الذي يصغره مستلقيا غارقا في نوم هانئ...

أوصدت باب الغرفة بحذر شديد وعاودت أدراجها حيث مخدعها ممتنة لعدم تفطن الرجل ....

مع تنفس الصبح استفاق الأب و تأهب سعيا للذهاب إلى مسجد بالجوار .... لكنه عرج على غرفة الشابين فضولا واستطلاعا فاطمأن حين وجد كل منهما ملتفا بغطائه فتنفس الصعداء سيما وقد عهد نجلَه خارج البيت عِشاءً...

بعد ما يربو عن الساعة نهض جميع من في البيت وعاد الأب من فريضة الجماعة ...

وعلى مائدة الإفطار تساءل الأب وهو يوصل فنجان القهوة إلى فمه وفي نظراته حدة واستغراب قائلا:

_ متى عدت البارحة ؟

كانت نظراته مرعبة مربكة تنم عن غيظ شديد

نظر حينها النجل إلى أمه ورد متأتئا

التتتاسعة..

بعد صلاة العشاء أردفت الأم ... ثمة ظهر على بقية الأطفال وجوم وحيرة ..لكن فظاظة الأب وقسوته ألجمت وكممت أفواههم .. 

_ رد الأب مهددا بإشارة واضحة وقد قام من مكانه مغادرا : إياك أن تتأخر ثانية .... ثم توجه إلى شاحنته في رحلة توفير لقمة للعيش والتي بدت عصيّة شاقة ...

بعد خروجه رجعت الأم تؤنب وتوبخ ابنها وتحذره من بطش والده ...

انصرف الجميع إلى مقاعد الدراسة وبقيت ربة البيت تفكر في هذا المستجد الغريب في الأسرة ...

طفل ابن خمس بعد عشر ما عساه يفعل في وقت متاخر من الليل والامتحانات على الأبواب ...؟

بقيت مترددة متوترة في الأمر.. وتساءلت في خلجاتها :ما سبل علاج هذه المعضلة ....؟

ظلت طيلة أسبوع تداري غيابه عن موعد وجبة العَشاء متحججة ....حتى تفقدت ملابسه ذات ليلة لتصدم بعلبة فيها بضع سجائر ..

ثم قلبت في ذهول محفظته لتجدها خاوية على عروشها عدا كتاب منزوع الغلاف أتلفت الكثير من أوراقه ، وكراس به بعض الكتابات متفرقة مبعثرة ..ناهيك عن أقلام ضاع ما يجمعها ...

ثمة انتابها ضجر وألم شديدان.. وتمددت إثر ذلك على الأريكة متنهدة يُسمع لها فحيحُ ...

عاد الشاب من تسكعه فبادرته في غرفته موبّخة مهددة إياه بإخبار أبيه عن جرمه وعن طيشه ..

وفي إحدى الأمسيات اجتمع شمل الأسرة وحلق الأبناء حول المكتب وانهمكوا في تحضير واجباتهم المدرسية عدا أكبرهم وأصغرهم .. 

هذا أكد أنه ليس لديه واجب يذكر... وذاك لم يحن أوان صفه بعد ...

كان الرجل وقتها يتابع أخبارا منوعة على مختلف القنوات .. فيرضى عن خبر وينقم من غيره ويلبس أحيانا نظارته ليمعن النظر فيما يمر على شريط الأخبار ...

وكانت الأم بدورها رفقة بنت بهية الطلعة تحضر عشاء لذيذا ...

لم يجد الشاب في تلك الأمسية فرصة للخروج خاصة وأن والده لم يخرج ليلتها إلى المسجد .

فانزوى في غرفته بينما التف بقية إخوته في وصيد الدار حول المدفأة في انتظار ما يسد الرمق ... 

أما مدلل الأسرة فبقي في غدو ورواح بين إخوته وأخواته يقبل هذا ويشوش على ذاك.. 

وفجأة صاح ذاك الطفل ذو السنوات الثلاث باكيا شاكيا وقد ارتمى في حضن والده ...

_ ما الأمر ؟ ما بك ؟ صاح الأب مغتاظا .. 

رد الطفل المشاكس المدلل : ضربني أخي

ضحك الأب ولم يعر للأمر أهمية تذكر ...

إلا أنه سرعان ما انتفض وقد تبدلت ملامح وجهه ..وقدحت عيناه شرارة ...

أعدت ما قلت ...لما ضربك أخوك ؟

_ رد الطفل الصغير

أسقطتُ هاتفه الجوال أرضا ...

نهض الأب متجها للغرفة المجاورة ، فجرت الأم وقد تركت شغلها متوسلة مستلطفة بعلها ألا يؤذي نجلها ...

لكن الأب أحكم غلق باب الغرفة ثم ثار على الشاب شتما وتوبيخا وضربا ....وراح يسأله عن ثمن ذاك الجوال الباهظ وعاث في أغراضه وملابسه تفتيشا وتقليبا ...

بل أكمل حملته حتى في أغراض البقية من أبنائه ...

علا الصراخ وعم الفزع كافة أرجاء البيت حتى ذعر ذاك الطفل الذي كان قبل هنيهة مصدر شغب ...

بعدها صب الرجل جام غضبه على عقيلته بل صفعها ناهرا محذرا... خاصة حينما علم أنها أخفت عليه بعض تصرفاته السابقة .. 

عمت الفوضى وصيد البيت ولم يعد ذاك العشاء يذكي الأنوف .. سيما وقد انزوى كل فرد في ركنه وأوى إلى مضجعه باكرا ...

ومنذ تلك الليلة غيرالوالد العديد من طرق المعاملة في البيت انطلاقا من مراقبة محافظ وجيوب الأبناء.. ثم تحديد موعد يومي للدروس والواجبات وميقاتا محددا للنوم .بل تعدى الأمر إلى ابعادهم عن بعض الصحب والجيرة

شدد رب البيت لهجته وتعامله مع الموقف الذي يهدد كافة الأسرة ..وتوعد كل من تخول له نفسه الاخلال بالنظام الاسري الذي سطره بحزم .. ولم يكن ليتوان لحظة واحدة عن إزاحة كل ما يعيق سعادة أسرته ويسيء إلى سمعتها اويجلب لها معرة في المجتمع ...

وذلك قبل فوات الأوان ...

ــــــ

طالعوا الصفحة الإجتماعية للصحيفة و اشتركوا فيها إن كنتم من ناصري الكلمة الحرة و العدل:

: https://www.facebook.com/khelfaoui2/

@elfaycalnews

instagram: journalelfaycal

ـ  أو تبرعوا لفائدة الصحيفة من أجل استمرارها من خلال موقعها

www.elfaycal.com

- Pour visiter notre page FB,et s'abonner si vous faites partie des défendeurs de la liberté d'expression et la justice  cliquez sur ce lien: : https://www.facebook.com/khelfaoui2/

To visit our FB page, and subscribe if you are one of the defendants of freedom of expression and justice click on this link:  https://www.facebook.com/khelfaoui2/

Ou vous faites  un don pour aider notre continuité en allant  sur le site : www.elfaycal.com

Or you donate to help our continuity by going to the site:www.elfaycal.com

آخر تعديل على الأربعاء, 13 شباط/فبراير 2019
المزيد في هذه الفئة : « عيناكِ  ليلة عيد الحب  »

وسائط

أعمدة الفيصل

  • Prev
19 تشرين1/أكتوير 2023

حولنا

‫"‬ الفيصل‫"‬ ‫:‬ صحيفة دولية مزدوجة اللغة ‫(‬ عربي و فرنسي‫)‬ ‫..‬ وجودها معتمد على تفاعلكم  و تعاطيكم مع المشروع النبيل  في إطار حرية التعبير و تعميم المعلومة‫..‬ لمن يؤمن بمشروع راق و هادف ‫..‬ فنرحبُ بتبرعاتكم لمالية لتكبير و تحسين إمكانيات الصحيفة لتصبح منبرا له مكانته على الساحة الإعلامية‫.‬

‎لكل استفسارتكم و راسلوا الإدارة 

القائمة البريدية

إنضم إلى القائمة البريدية لتستقبل أحدث الأخبار

Faire un don

Vous pouvez aider votre journal et défendre la liberté d'expression, en faisant un don de libre choix: par cartes bancaires ou Paypal, en cliquant sur le lien de votre choix :